لم أعد أتحدث ....
لم أعد أتحدث عن أوجاعي
أخفيت جرحي في الضلوع وأضناني
صمتي غدا دربا طويلا موحشا
وكأنني في ليل قلبي الثاني
كتمت آهاتي فصارت جمرة
تحرق أطراف الحياة بكتماني
يا صدر كم ضاقت بك الأنفاس
حتى نسيت النور في أجفاني
ما عاد لي صوت ينادي أحدا
قد صار صمتي سيد الأشجان
أحمل في أعماق روحي عاصفة
تمزق أحلامي وتشعل أحزاني
يا ليل هل لي فيك لحن عابر
أم أنني محكوم بطول أساي
كنت أظن الحب يحيي مهجتي
لكنني أدركته كان الجاني
لم أعد أشكو فالشكوى ضعفنا
والصبر درعي في دروب أذاي
لكن قلبي في الخفاء يصيح لي
كفى سكوتا إنني في الإعصار
أين الأيام التي كانت نسيما
تهمس لي بسر الأمل والأماني
الآن هي أشباح ترقص على جرحي
تستدعي الذكرى كسكين في الجاني
والعينان المغرقتان في البعد
تبكيان دمعا لا يرحم الأرض به
كأنهما نهران من لوعة وحده
يغرقان الأرض ولا يستقياني
أحيانا أسمع صوت البرد يهمس
في عظامي كأنه جيش مغري
يهدم أسوار العزم والإصرار
ويبني قلعة من رمل اليأس في
يا روحي أنت السجينة في قيد
صمتي المثقل بأثقال الأوهام
تطلبين الحرية في صرخة خفية
لكن الجدران يكبتها بالألام
وفي كل ليلة يزورني الحب
كشيطان يتوطد أحلامي المنهكة
يقول أنا العطش الذي لا يرويه
ماء وأعلم أنه كذب المنافق
لم أعد أطلب العودة إلى من
كان يسكن في قلبي كالجمر الحار
الآن هو رماد يتطاير مع الرياح
وأنا أجمع في الصدر شظاياه الباردة
يا وقت الفجر أتحمل أسراري
أم تخشى أن تكشف الجرح المنهك
فإن سمعت الأسى يهمس من بين الأضلع
فاعلم أن الصمت قد صار سجني ومملكتي
بقلم الشاعرة
ليلى رزوقة الجزائر