تجليات الفخر والإنتماء للهوية الوطنية في الشعر النسوي الأردني
........قراءة في قصيدة .. ((عمّان يا جميلة العواصم والمدن))...........
.......من ديوان: (غزة ربوة الحق) للشاعرة: د. عطاف الخوالدة............
.
عـــمـــان يــــــا جــمــيـلـة الــعــواصـــــــــــــم والـــمــدن
وبـــيـــتــك يـــزيـــنــه الـــدحـــنــــــــــــــــون والــــذهــــب
***
يـــــــا قــــــارورة الـــزيـــت والـــنـــــــــــــــور والــعــســل
قــويــة رغــــم الأعــاصـيـر بــمـــــــــــا لـــك الله وهـــب
***
جـــمــيــلــة مـــحــلــقــة فــــــــــــــــــــــــوق الـــنـــجـــــوم
كــمـصـر تـتـبـاهـى بــالأهـرامـــــــــات بــقـوة الـعـجـب
***
فــتــبــاهــي بــجــبــالــك الـــســـبـــــــــــــــــع الــــشــــــــم
بـــجـــدائــل الــقــيــسـوم والــــفــــــــــــــــل والـــعــــنــب
***
عــمــان يــــا صــبـيـة فــاقـت بـدلالـهـــــــــــــا وحـسـنـها
ورأيــتــهـا تــحــلـق فـــــوق الـــطـــــــــــــــود والــسـحـب
***
يــــا أخـــت الـبـتـراء الــتـي تـــروي قــصـــــــــــــة زمـــان
وعــــــن جــمــالـهـا وعـــيـــــــــــــــــــون الــمــهـا الـــهــدب
وأعـــمــدة جـــــرش جــــدارا مــادبــــــــــــــا وأم قــيـــــس
تــــــروي حــكــايـة عـــصــور بــالـمـــــــــــــــجـد تــلـــتـهـب
***
وقــلــعــة عــجــلــون والـــكــرك تــكــــــــــــــتـب نـــصــرا
وفــــلاح فــــي أرض الـمـفــــــــــــرق مـــا كــلـه الـتـعـب
***
أصــيــلـة كـــــم صــحــابــــــــــــــي مـــــــــرّ عــلــى إربــــد
والــيــرمـوك بــهـامـة حــلـقـــــــــــت فــــــــوق الــسـحـب
***
عــلــى أرضــــــــــــــك مــــن عــمـــــــون إلــــى الــقــدس
قـــصـــة يــرويــهـا الــتــاريـخ وأمـــهــــــــــــــــات الــكــتـب
***
تـــألـــقــت جـــبـــالــك بــالــزعــتــــــــــــــــــــر والـــزيـــتــون
ونــظــرة الـعـاشـق لأثــوابـك الـقـــــــشـب بـالـقـــــصب
***
يـــــا شـــــوق فـــــارس مــقـــــــــــــــــدام زاده الــشــــــوق
مــــا كــلــه تــعـــــــــــــــب هـاشـمـية الـــولاء والـنــــسـب
***
يـــــــــــا عــــــريـــــن الأســــــــــــــــــــود أصــــــــــــــــــالـــــة
يا أخت القدس توأمها أخطأ من ظــن نخوتك تحتجب
***
تــهــب مــــن الــقـدس نـســـــــــــائـم عــطـر الــشـــــوق
يـــدغــدغ نـــبــــــــــــــــض قــلــبـك وإخـــوانــك الــنــجـب
***
نــــمـــا الــــفـــــــــــــل والـــــــــــــــورد عـــلـــى مــحــيــاك
والـطـيـب عــطـر أريـجـه جـمـال رمـوشــــــــك الـهـدب
***
مـــــــــرت الـــســـنـــون وأنـــــــــــــــــــت شـــامـــخـــــــــــة
عـلـى عـهـد الـعـروبة وهـمومها عـــــــنك لـم تـحتـــجب
***
كــــــــم مـــــــن الآهـــــــــــــــــــات مـــــــرت عـــــــلــيــــــك
ظـلـلت قــارب نـجـاة فـلـقبت عـمان الـعــــرب لـلعرب
***
كـــســـفـــيــنــة الـــــصــــحـــــــــــراء والــــقــــــــــــــــفـــــــار
تــقـوى ولا تـخـتـزن الــمـاء ولا مــاء مـنـــــــــــها يـقـترب
***
قـــــــدس يـــــــا أم الــمــســـــــــــاجـد والــكــنــائــــــــس
أرض الأنــبــيـاء نــحــن عــلـــــــــــــى الــعـهـد فـلــــطـب
***
الله أكـــبـــر مــــــا هـــانــــــــــــــت الــعـلـيـاء مــوطـــــنـي
فكــبـروا لـغـزة الـعــــــــــــزة الله أكبــــــــر يا عــــــــــرب
*****
تقديـــــــــــم:
.
الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية أو حدود مرسومة على الخريطة، بل هو الكيان الذي تتجذر فيه الهوية، وتنمو فيه الأحلام، وتتشكل من خلاله الذاكرة والوجدان. حب الوطن شعور فطري، يولد مع الإنسان ويكبر معه، متغلغلاً في كيان نابضًا في أعماقه، لا تزعزعه المسافات، ولا تطفئه المحن.!
إن الوطن هو موئل الإنسان الأول، وملاذه الأخير، فيه تشكلت طفولته، وبه ارتبطت ذكرياته، وعلى أرضه رسم ملامح حاضره واستشرف آفاق مستقبله. وحين يُذكر الوطن، تُستدعى تلقائيًا صور العطاء، والانتماء، والتضحية، والإباء.
.
لقد شكل حب الوطن عبر العصور مادة خصبة للأدب والفكر، ومصدر إلهام للشعراء والخطباء والمبدعين. كما كان دافعًا للمواقف النبيلة، ومحرّكًا للثورات ومصدرًا للصمود في وجه الغزاة والطغاة.
.
إن الحديث عن حب الوطن ليس ترفًا عاطفيًا، بل هو تعبير عن وعي جمعي، ورغبة في الحفاظ على الكيان، والهوية، والكرامة. وفي هذا الإطار، تتجلى أهمية تناول موضوع حب الوطن، سواء من الناحية الوجدانية أو الفكرية أو الأدبية لما له من أثر عميق في تشكيل شخصية الإنسان الحرّ الأبي ..!!
ونحن نقف على ناصية قصيدة (عمّان يا جميلة العواصم والمدن) ..التي تمتاز بالمديح الوطني والاحتفاء الجمالي الحضاري بعاصمة الأردن، عمّان، ضمن سياق شعري يربط بين الانتماء الوطني والهوية العربية لوكن عربي يتسع أفاقة لحب قلوب الجميع .
.
وتعدّ قصيدة "عمّان" الوطنية للشاعرة الأردنية د. عطاف الخوالدة.. نموذجاً شعريًا متفردًا في الاحتفاء بالوطن والانتماء إلى الأرض والتاريخ. فهي قصيدة عمودية تنتمي إلى الشعر الوطني الذي يفيض عاطفة واعتزازًا، ويستلهم من رموز الجغرافيا والتاريخ والهوية معجماً شعريًا غنيًا بالدلالات والرموز. تنتمي الشاعرة في هذه القصيدة إلى تقليد عربي عريق في مدح الأوطان، لكنها تتجاوز الأسلوب التقليدي إلى بناء صورة شعرية حديثة تجمع بين الأصالة والرمزية، وبين الإيقاع الموسيقي والحنين الوجداني.
.
ومن هنا تستحضر شاعرتنا د. عطاف في هذه القصيدة العصماء معالم الأردن التاريخية والحضارية، من عمّان والبترا إلى جرش ومأدبا والكرك وعجلون مرسخة بذلك الهوية الأردنية في عمقها العربي والإسلامي، دون أن تغفل البعد القومي، إذ تربط بين عمّان والقدس وغزة، في مشهد وحدوي يضج بالعاطفة والمقاومة. ويتعالى صوتها في مقاطع الختام إلى نشيد حماسي يكرّس رمزية عمّان بوصفها "سفينة الصحراء"، و"قارب النجاة" و"عمّان العرب للعرب" في لحظة يلتقي فيها الحاضر بالماضي، والمقاومة بالحب، والجمال بالهوية العربية وتتسم هذه القصيدة الوطنية الروح بلغة عالية الشاعرية، تعتمد الصور البلاغية القوية، من استعارات وتشبيهات وكنايات، وتُفعِّل المرجعيات التراثية والدينية والتاريخية في خطابها، مع حفاظها على وحدة التفعيلة والإيقاع العمودي، ما يمنح النص طابعًا احتفاليًا مهيبًا، يستدعي التأمل والتحليل. وعليه، يمكن قراءة هذه القصيدة بوصفها خطابًا وطنيًا حماسيًا يتجاوز السياق المحلي ليعانق الوجدان العربي العام في لحظة تتطلب إستعادة الروح العربية الأصيلة التي لا تعرف الهوان..!
.
الرؤية الفكرية والفنية للقصيدة (عمّان يا جميلة العواصم والمدن):
تنطلق أحداث القصيدة من أرض عمّان لتشمل فلسطين، مصر، والقدس، وغزة، مؤكدة على وحدة الأرض والمصير العربي.
.
كما يوجد خطاب إحتجاج ضمني ضد من يظنون أن "نخوة عمّان تحتجب" مما يمنح النص أبعادًا سياسية ضمن البناء الجمالي في قصيدة: عمان الجميلة .
.
ومن هنا نقول ان حضور الشاعرة ليس ذاتياً في هذه القصيدة الوطنية.. بل هـو صوت الجماعة مما جعل من القصيدة نموذجاً للانتماء الجماعي عبر الأنا الشعرية المعبرة عن الرأي الجمعي في حب الوطن والإنتماء العربي .
.
التقييم النقدي العام لقصيدة (عمّان يا جميلة العواصم والمدن):
القصيدة وطنية ناضجة.. تجمع بين بلاغة اللغة، وقوة الانتماء، وسحر الصورة الشعرية، وهي تسجّل حضورًا متمايزًا في الشعر الوطني النسوي العربي المعاصر.
.
=اللغة والأسلوب في قصيدة ( عمان ):
تستخدم الشاعرة د. عطاف الخوالدة .. لغة فخمة، تقريرية، لكنها مشحونة بالرمز والصورة، فتدمج بين المعجم الجمالي للغة في القصيدة فتظهر الفصاحة والجزالة، وتنهل من معجم عربي كلاسيكي يمتزج بالحس العاطفي المعاصر.. والكلمات في القصيدة منتقاة بعناية لتعكس هوية الوطن وقيمه الروحية والحضارية.
.
وقد إستخدمت د. عطاف الأفعال والتي وردت غالبًا بصيغة المضارع (تحلق" "تروي"، "تهب) ما يضفي طابعاً حيًّا مستمرًّا يوحي بأن التاريخ لا يزال حاضرًا والمجد متجدد في أفق الزمان.
.
=الصور البلاغية في قصيدة ( عمان) :
الصور البلاغية في هذه القصيدة ليست مجرد زخارف لغوية، بل أدوات فنية وظفَتها الشاعرة لتأكيد رسالة الاعتزاز الوطني، والارتباط بالتاريخ، والروح القومية. وقد ساهم هذا التنوع البلاغي في بناء صورة شعرية غنية ومؤثرة ترتكز على التوازن بين الرمز والوضوح، والعاطفة والعقل، والمكان والإنسان.
=التشبيهات في القصيدة:
" التباهى بالأهرامات" وهنا تشبيه مباشر لعمّان بمصر في تباهيها بعظمتها التاريخية، وهو تشبيه يضفي على عمّان مكانة موازية لعظمة حضارة الأهرام الخالدة .
.
"عمان يا صبية فاقت بدلالها وحسنها"= ومن قول الشاعرة:
شبهت الشاعرة :المدينة بالصبية الجميلة، يوحي بالحيوية والجاذبية، ويُضفي عليها طابعًا أنثويًا ساحراً.
"كـسفينة الصحراء والقفار"
ومن قولها أيضاً : وهنا تشبيه لعمان بالإبل أو السفينة التي تشق الصحراء بثبات، يدل على الصبر والقوة والتحمل.
= الإستعارات الجمالية في القصيدة:"قارورة الزيت والنور والعسل"
من قولها في قصيدتها الوطنية الشجية :
تعد إستعارة تصويرية لعمّان، حيث تُشبه المدينة بالقارورة التي تجمع البركة والخير والنور، في إشارة إلى قدسيتها وغناها الروحي والمادي.
" نمت الورود على محياك"
ومن الصورالجمالية في قصيدة عمان:
هي إستعارة حيث تُشبَّه ملامح عمان بالوجه الذي يزهر، في إشارة إلى النمـاء والجمال.
"ونظرة العاشق لأثوابك القشب بالقصب"
ومن قولها أيضاً: وهنا إستعارة تمزج بين العاطفة والجمال الوطني، إذ تُجسَّد الأرض كمعشوقة متزينة.
=الكنايات في قصيد ( عمان الجميلة ) للشاعرة د. عطاف الخوالدة:
"يا عرين الأسود أصالة"= من قولها :
وهنا : كناية عن الشجاعة والمنعة والعزة الوطنية، فـ"عرين الأسود" يوحي بالمكان المحصّن والكرامة.
"وظللت قارب نجاة"وتقول أيضا شاعرتنا المائزة :
ومن قولها: وهي كناية عن دور عمان في حماية العرب واحتضانهم وقت.
"عمان العرب للعرب"
وأيضاً هنا: كناية عن القومية والوحدة، وإستمرار عمان كرمز عربي عريق.
.
=الشكل العروضي:
القصيدة تأتي في البحر الكامل، وهو بحر من البحور القوية الإيقاعية في الشعر العربي، يُكسب النص نغمة فخمة تتناسب مع طابع الفخر والمديح الوطني. ويُلاحظ محافظة الشاعرة على الوزن والقافية بشكل متماسك، ما يعكس تمكنًا من العروض الكلاسيكي.
.
= عن البحر الكامل (بحرٌ قويّ جليل، يستخدم في الفخر والحماسة)
تفعيلاته الأساسية (في التام) ..متفاعلن ..متفاعلن.. متفاعلن.
.
عمّان يا جميلة العواصــم والمدن
وبيتك يزينـــه الدحنـون والذهب
= التقطيع العروض:
عمّــــانَ يــا = متفاعلن
جميلـــةُ ال = متفاعلن
عواصمُ ال = متفاعلن
.
مدنْ = (جزء ساكن، يمكن أن يُستكمل عروضياً حسب الضرورة، لكنه في السياق الإيقاعي لا يخلّ بالوزن).. وبذلك نرى أن الشطر يمضي على إيقاع
الكامل بوضوح.
.
=الوحدة العضوية للقصيدة:
.
رغم تنقل القصيدة بين مواضيع مختلفة (الوصف، التاريخ، المدح، الحماسة) إلا انها حافظت على وحدة شعورية وفكرية واضحة؛ إذ تظل عمّان هي المركز الذي تدور حوله الصور والانفعالات، مما يمنح القصيدة تماسكًا دلاليًا وانسيابًا طبيعيًا.
والقصيدة في مجملها تمثّل نشيدًا للأردن، حيث تظهر عمّان بوصفها مركزًا للهوية، ومنبعًا للمجد، وعنوانًا للقومية العربية. ويمتد الفخر من العاصمة ليشمل المحافظات الأخرى، مما يعكس وحدة الجغرافيا والهوية العربية.
,
=التاريخ وجغرافية المكان كوحدة سردية في قصيدة ( عمان ):
شاعرتنا المائزة تستعرض أهمّ معالم الأردن التاريخية وهي: البترا، جــرش مادبا، أم قيس، عجلون، الكرك... إلخ....!!
هذه المواقع لا تُذكر مجرد ذكر سطحي، بل تُعرض كمحطات في تاريخ المجد العربي، ما يربط بين المحلي والقومي.
.
=الأنثـى الوطـن في قصيدة ( عمان ):
تقول الشاعرة : عمان يا صبية فاقت بدلالها
الوطن هنا أنثى جميلة، متدللة، شامخة، لكن قوية.. هذا الاستعــــارة المتكررة تؤكد البعد العاطفي والأنثروبولوجي في الانتماء فالوطن ليس جغرافيا بل معشوقة وملهمة.
.
= البعد الديني والروحي:
تتجلى القدس في النص بوصفها توأم عمّان، وتحضر رمزية الأنبـــياء والمساجد والكنائس في مشهد ديني متفرد ليعكس المسحة التصوفية عند الشاعرة د. عطاف ومدى تأثرها بالمقدسات وتاريخ وحضارة بلادها العريقة..والتكبير والغزة يُبرز البعد الإسلامي القومي المقاوم، حيث تتحول القصيدة إلى بيان سياسي وجداني يتجاوز حدود الجغرافيا الأردنية.
.
= الأثر الشعوري والرسالة من القصيدة:
هذه القصيدة الوطنية الشجية تُحدث أثرًا وجدانيًا قويًا، تمزج بين الحنين والفخر وتُلهب الحس القومي والعاطفة الوطنية. لا تسقط في المباشرة أو الخطابة المجردة بل توازن بين الانفعال والخيال، وهو ما يجعلها قابلة للتلقي الشعبي والنخبوي في آنٍ معًا..!
.
= الرموز الوطنية والدينية في القصيدة:
إستخدمت د. عطاف أسماء بعض المدن مثل: البترا، جرش، مأدبا، الكــــرك عجلون، إربد، اليرموك.. كلها رموز تاريخية ترمز إلى العمق الحضاري للأردن.
والقدس، غزة ماهي إلا رموز دينية ووطنية تدل على وحدة الهم العربي
وهنا أيضاً تستخدم : الفل، الورد، رمّوش الهدب، الجبال، الطود، السحب فما هي إلا رموز جمالية وأنثوية تعكس بهاء عمان وعذوبتها..!
.
خاتمة الدراسة :
.
تجسد قصيدة "عمّان يا جميلة العواصم والمدن" مثالًا ناصعًا على الشعر الوطني الذي لا يكتفي بالمديح، بل يستنهض الذاكرة، ويصوغ الهوية، ويعيد كتابة الجغرافيا بلغة العشق والانتماء. ومن خلال المزج بين الصورة الفنية والرمز التاريخي، تكتب الشاعرة د. عطاف الخوالدة قصيدة هوية بامتياز تحمل في باطنها نداءً سياسيًا هادئًا، وصوتًا وجدانيًا صادقًا،وبلاغة شاعرة مائزة ومتمكنة.
كما تؤسس د. عطاف الخوالدة في هذه القصيدة لنموذج متكامل من الشعر الوطني الثقافي، حيث تتحول المدينة إلى رمز جمعي للهوية، ويتحول الشعر إلى جدارية من رموز العروبة والتاريخ والكرامة.
.
إنها لا تكتب عن عمّان فقط، بل تكتب كل مدينة عربية مثخنة بالجراح والمجد في آن واحد، وتبني من خلال شعرها خطابًا ثقافيًا مضادًا للطمس والنسيان.
في هذه القصيدة تسكب د. عطاف الخوالدة حبّها الجم لعمان كما يُسكب العطر في قارورة من ذهب، فتمزج بين عبق التاريخ، وروح الحاضر، وشموخ الأرض، وعزة الهوية.. لم تكن "عمان" في النص مجرد مدينة، بل صارت أنثى عربية متألقة، أمًا للعروبة، وشقيقةً للقدس، وحارسةً للمجد.
.
وأختتم فأقول: لقد ألبست الشاعرة الوطن أثواب الشعر، وعلّقته على نجوم المعاني واستنهضت من خلاله وجدان الأمة، فكانت القصيدة نشيدًا يعانق القلوب، ويُشعل في الأرواح جذوة الولاء والإنتماء للبلد(عمان)..للوطن العربي الكبير ..!!
بقلم: الشاعر والناقد والناشر
د. سيد غيث ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق