.. تفاصيل صغيرة !
غريب هذا الإنسان ! في تفكيره و مشاعره .. و مواقفه !
فلربما أعمل تفكيره في الأمور الجِسام ..و احتمل
بمشاعره و عواطفه ما يضيق له الصدر ..و ما يثقل
على القلب ! و تصبّر في مواقفه و تصرفاته !
و لكن ..من الغريب ، أننا في بعض المواقف البسيطة
نجد أنفسنا في عجز عن التفكير .. فتضيق بنا
الحياة ، و نتصرف بانفعال زائد ..!
خذوا مثالاً : فقد نحتمل ضغوط العمل و نمتثل
لصرامة النظام و التعليمات ..و لكننا في موقف ما
قد ننفجر انفعالاً لكلمة أو ايماءة من شخص…
رئيس أو مرؤوس ..من صديق أو قريب !!
و يكون رد فعلنا مبالغا فيه ..و خارج سيطرتنا !
كذلك ، قد نحتمل مزاحاً و تعليقات من صديق
لكننا قد نثور و نستشيط غضباً لمجرد تعليق
بسيط أو مزحة بحسن النية !
و كذلك ، في نقاش أو مناظرة ، قد يضيق
صبرنا برأي مخالف ..أو بتعبير بريء من لغة
الجسد ، فنشعر أن الآخر ينتقص منّا ..و يهزأ
بنا ..!
في البيت كذلك ، قد نبدأ يومنا بشجار مع
الأهل ..لأمور بسيطة .. بسبب فنجان قهوة
لم يرقنا أو بسبب جورب لم نعثر عليه ..
أو أننا لم نجد مفتاح السيارة ، و هو في
أحد الأدراج ..
كل هذه الأمور .. لعلها تأتي في لحظة تأزم
و شحن من الضغوطات و الغضب ..كأنما
هي تنفيس لمعاناة ..لم نتخلص منها ..فوجدت
طريقها ..في هذه التفاصيل الصغيرة ..
.. من هنا ، يحب أن نتعلم إدارة
أفكارنا و مشاعرنا و مواقفنا ..بالمختصر
أن نتعلم " فن " الحياة ..في ما يسرنا
و في ما يغضبنا ..!
احمد المثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق