الأربعاء، 28 أغسطس 2024

مجلة وجدانيات الأدبية( عجائب القلب الغائب) بقلم الاستاذ/ محمد عبد المرضي منصور

 


عجائب القلب الغائب


يتصارع هذا المخلوق العجيب مع أبناء جنسه بحجة التسلية واللعب، بل ويشاهد هذه المصارعة عدد كببر من هذا الجنس ويُسمَّى هذا الصراع العضلي بعدة أسماء تبعا للأطراف الجسدية المستخدمة وطريقة استخدامها في الصراع مثل: الملاكمة والمصارعة الحرة والسومو... وغيرها.


كما يتنافسون في عمل حركاتٍ بهلوانية بعضها يُسمَّى الرقص وبعضها يُسمى الباليه وأخرى تُسمى الأكروبات.

كما تجد فئة من هذا المخلوق ليس لها عمل في هذه الحياة إلا اللعب واللهو والإفساد المتعمد.


وتجد آخرين وظيفتهم الحياتية إصدار أصوات أشبه بالنداء للدلالة على الفرح أحيانا أو الصراخ والعويل للدلالة على الحزن أحيانا أخرى وتسمَّى هذه الوظيفة الحياتية الطرب أو الغناء.


هذا الكائن المؤذي مفسِدٌ للأخضر واليابس، وما عاش في مكان إلا وأفسده.

ورغم الخير الكثير الموجود على هذه الأرض واستطاعة هذا الكائن أكل كل شيء حي مثل الحيوانات والطيور والمخلوقات البحرية والنباتات وغيرها إلا أنه محبٌ لاستغلال واستعباد بني جنسه والمخلوقات الأخرى فيُكوِّن التحالفات لتشنّ الحروب على بعضها البعض لنهب أقوات وخيرات بعض.

سمَّى الله سبحانه وتعالى هذا المخلوق الإنسان، وأخبرنا سبحانه وتعالى أنَّ هذا المخلوق ظلوم كفَّار.

قال الله سُبحَانه وتعالى: [وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ] (34).


هذا المخلوق تأتيه الآيات والدلالات والمناهج والطرق القويمة لمساعدته على اجتياز مساوئ نفسه فتجده مجادلا أحيانا ورافضا أحيانا أخرى إنه مخلوقٌ مجادلٌ عجيب.

قال الله سُبحَانه وتعالى: [وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا] الآية (54) سورة الكهف.


لذا لن يجتاز هذا المخلوق مَعايبهُ إلا بالإسلام التام لأوامر خالقه سبحانه وتعالى.


محمد عبد المرضي منصور

هناك تعليق واحد: