صرْخةُ شاعرْ
___________
يا سادتـى
زمنُ الفوارسِ قدْ مضىٰ
والشْعرَ
قدْ بترواْ رؤوسَهْ
بعدُ مَاْ
قطعواْ يديهِ وأرجلهْ
بُعيدَها
سحلواْ القصائدَ
هَدّمواْ منهُ البيوتَ
وجرَّفوهُ
وحرَّفوهُ
ونفَّرواْ منهُ النفوسَ
وصيَّروهُ المذْبَلهْ
أودعوهُ الشطرَ
قهراً
جردوهُ منَ الملابسِ
واستذلّواْ الشِعرَ
حتىٰ
صار يُسْجَنُ
قائِلُهْ
إستْباحوهُ جِهاراً
ونهاراً
قيدواْ منهُ اللسانَ
لكيْ
تَطُلَّ على العَيانِ
مهازِلهْ
كانَ الرِهانُ على
المشاعرِ أنْ تموتَ
بكلِّ ضاحيةٍ
حروفٌ مُهملَهْ
حتى بَدتْ
أقلامُنا مستأنسهْ؟
عقولُنا مستأنسهْ
وكُتبُنا مُلَّوثهْ
بُطونُها
مُتَكدساتٍ بالتلالِ
منَ الكلامِ
كما الرمالُ
معَ انعدامِ الراحلهْ
أدخلونا في صراعٍ
في القديم وفي
الحديثِ
وفي مئاتِ الأسئلهْ
لم تجدْ أبداً
جواباً شافياً
كلُّ القصائدِ والمشاعرِ
في زماننا
كُلُّها لوبِِعْتَها
فلنْ تساوي (بَصلَهْ)
والشاعرُ المسكينُ
يلهثُ لا يجدْ
ثمنَ الرغيفِ
ليأكلهْ
ملْعونُ يا زمنَ
(الترسملِ)؟
والتحررِ
والعقولِ المقفلهْ
أيها الشعراءُ سيرواْ
في الركابِ
واستقرواْ في
ذيولِ القافلهْ
سِيّانَ من زرع الحياةَ
سنابلاً
ومن يُفِّجرُّ كلَّ يومٍ
قُنْبُلهْ
ــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد الشاعر
شاعر مصري
القصيدة ضمن ديوان
(إلى معذبتي)
الطبعة الأولى سنه
٢٠٠٣ميلاديه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق