سبـحان مـن وهبَ الكـتابَ مُرتَّلا
نــوراً أطــاحَ بِـلـيـلـنـا إذ أقــبـلا
جـمعَ المـكارمَ والـفصـائلَ أبـحـرًا
تجـلـو همومَ المـرء مَا آيَا تـلا
أرخى على قلـب الـنَّبِيّ حـرُوفَـهُ
فغدت لمن رغب الحـقيقة منهلا
هـذا الـشفيعُ الـمسـتطـاب جـنابهُ
جــاء الـبـرايـا كـــامـلًا ومُـكـمَّـلَا
زوراً رمَــوْهُ بـكــلِّ إثـمٍ بـاطـلٍ
وهـو الَّـذي حَفَـظَ الأمـانةَ لـلـملا
قد كـذَّبُوا دعـواهُ وهْـو مُـصـدَّقٌ
بل أجـمعوا من مكرهم أن يقتلا
تـتـواتـرُ الأحـقـادُ دون درايـةٍ
أنَّ احـــتـواء الــلـه كــان الأولا
قـالـوا سـنـهـدرُ عندَ كـل قـبـيـلـةٍ
دَمـه وكــلٌّ فـي أذاه تـكَـــفَّـلا
جمعوا لـه الأحقاد تلك سيوفهم
لا تسـتحي في الـعار تقتل أعزلا
جـهـلوا بـأنَّ الــلـه كـافٍ عـبـده
مـن كُــلّ شــرٍ نحـوه قــد أقبلا
قــد هَــجَّــروه بغــيـر حقٍ دارَهُ
وعــنـايـة الرحمن كـانت مــوئلا
ومضى الحبيبُ ، خليلُهُ صِدِّيقهُ
بـيـمــيـنـهِ ويـسـاره مُــتـنــقــلا
يخشى عليهِ أن يضام وكـم لـه
كان الحصانة أن يصاب ويبـتلى
بالـغـار ظـلَّا والـرسـول جِـوارَهُ
يسقِيهِ مِن لُطفِ السماءِ تـبـتُّلا
فـإذا بعـقـربةٍ تَـحَــرَّت رجـلـهُ
كـي تسـتعـيد الـنورَ لـمَّـا أقْـفَـلا
نورَ الَّـذي تمحو الـدَّجى قسماتهُ
لو يلـتقي بالشمس ظهرا أخجلا
صمتاً بكى في الغار من أوجاعِهِ
وبـدمـعـهِ خَـــدّ الــنبـي تـبـلَّــلا
فـأفــاقَ يـسـألُ مـا دهـاه برقَّــةٍ
فـأجــابـه عــمَّـا رآه وعَــجَّـلا
وبـكـفـهِ السمحاء داوى سُـقْـمَـهُ
وأزاح عــنـه الــسِّــمَّ لـمَّـا بَسْمَلا
هـو ثـاني اثـنـين الَّـذي إيمانه
في كفَّة الـتوحـيد كان الأثـقـلا
ويقـول مـاذا لو تـوجَّـه نحـونـا
طَـرفٌ لـبـاغٍ أو تـطـلَّـع أسـفـلا
فـيجـيـبه بـيقين قـلـبٍ صادقٍ
لا تبـتـئس معـنا الإلـه ومـا سلا
فمضى الطغاة وقد تمادى غيظهم
والـغِـلُّ بـين دمـائـهـم قد أوغلا
هي قـدرةُ الرحمن تلك عـنـايةٌ
من يرتدي ثوب العناية قد علا
وعلا النبي برغم هول صنيعـهم
إذ عادَ بـالـنـصـر الـعـزيز مـكـلَّـلا
لتكون مـن ذكراه أروع هـجـرةٍ
فـي كـلِّ عـامٍ دون عـامٍ أقــبـلا
ياسيدي يا خير مـن وطئ الـثرى
همِّي بذكرِكَ ـ منذُ هلَّلْتُ ـ انجلى
ذكـراكَ تبـعثُ للقلوب نسـائـمـاً
هبَّت على قـلـبي بحبك فامـتلا
.....
صلاح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق