الأربعاء، 12 أغسطس 2020

" هيَ ،وليسَ هُوَ ؟!.. " بقلم أستاذ عبدالله سكرية


_ هيَ ،وليسَ هُوَ ؟!..
1_"ومِنْ آياتِهِ أنْ خلقَ لكُمْ مِنْ أَنفسِكُم أزواجًا لِتَسكنوا إليها ، وجَعَلَ بينَكُم مَودّةً ورحْمةً ؛ إنّ في ذلك لآياتٍ لقَوْمٍ يَتَفَكّرون ".سورة الرّوم آية 21.
2_ هيَ آيةٌ كريمةٌ ، أنزلَها سُبْحانَه وتَعالى ، ليبشّرَ بها عبادَه ،بأنّ حياةً سعيدةً تَنتظرُهُم ؛ فيها الودُّ والمحبّةُ ،ويَّسودُها التّفاهُمُ والسّعادةُ . فحَوّاءُ الزَّوجةُ قد خُلقتْ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ ،وسُمّيتْ حوّاءَ ، (وأقولُها مُجتهدًا )، لأنّها أولًا خُلقَتْ مِنْ جَسَدٍ حيٍّ ، وثانيًا لأنّها أَهْلٌ لِتَبْعَثَ الحياةَ في النّفوسِ قبلَ الأجسادِ ، وهيَ في الحياةِ الزّوجيةِ صاحبَةُ الباعِ الطّويلةِ في أنْ تكونَ السَّكنَ المَوعودَ ، وراعيةَ الرّحمةِ والمودّةِ الآتيَيْن ..
3 _ فَلِلمَرأةِ أنْ تملأَ الحياةَ بالبِشْرِ والأُنسِ ،وقَوامُ هذَين :أنوثةٌ ،ورقّةٌ وَعاطِفةٌ ؛ وهيَ صِفاتٌ غيرُ مُصْطَنَعَةٍ ، بلْ هيَ جزءٌ مَجْبولٌ بالطّبيعةِ الأنثويةِ . وهيَ لا تَكتسبُ وظيفتَها الخَلقيّة والخُلُقيّة إلاّ بهذهِ الطبيعة ِ، فتَراها، كما الزّهرةُ ، تفوحُ برائحتِها الزّكيّةِ ،وعطرِها الطيّبِ دونَ إذنٍ من أحدٍ ، أوْ هيَ في هذهِ الحالِ ،كالنّسمةِ الطّريةِ ،لا شَيْءَ يَصدُّها عنِ الانسيابِ النّاعمِ والطّريِّ . ثم إنّنا نشعرُ بأنوثتِها مِنْ نظْرةٍ أو ابْتِسامةٍ أوْ كلمةٍ أوْ أيِّ حركةٍ تأتي بها .
4_ أنوثةٌ طاغيةٌ بغُنجٍ وحَياءٍ ، وأناقةٌ مع رقّةٍ واحتشامٍ ، وحرصٌ على إبرازِها جميعِها في كلِّ ما تقومُ به،هي دعوةٌ صريحةٌ للمَيْلِ والحُبِّ فتُحِبُّ وتُحَبُّ ..
5_ ورُبَّ قائل ٍ : أينَ الرّجلُ من كلِّ هذا ؟
ويَأتي الجَوابُ : بأنّه الشَّريكُ الواعدُ أيضًا ، والسَّكنُ والمَودّةُ لا يَأتِيانِ من طَرَفٍ واحدٍ . وعلى الرّجلِ أن يمارسَ قوامتَه بكثيرٍ من الاحترام ِ والعَطْف ِ ، مع كثيرٍ من كلامِ الودِّ والإعجابِ ؛ فالمرأةُ مِغناجٌ ولَعوبٌ ، وحبيبةٌ ، إذا لاعبَها زوجُها ، وأحبَّها واستجابَ لغنجِها !. ولكنْ ، أيُقبلُ منها أنْ تحيدَ عمّا رُسم لها في الخَلْقِ والدَّوْرِ، إذا ما حادَ الرجلُ ؟
6 _ إنّ ملَكةَ الأنوثةِ هيَ التي تُجيبُ على هذا التّساؤلِ ، وهيَ التي تَبْقى ، بما تَعنيه مِنْ رُضوخٍ لها ، مِعيارَ هذا الحبِّ ووقودَه الدّائمَ . وبابُها الواسِعُ يبدأُ بطاعتِها لزوجِها ، والطّاعةُ لبُّ الأُنوثة ِ، ومِفتاحُ الأُلفةِ ، فبِها تَدْخلُ قلبَ زوجِها ، معْ ما يُرافقُها مِنْ تَأنُّق ٍ وحِرصٍ على تَوفيرِ ما يُريحُه، ويأنسُ به من قَوْلٍ وعَمَلٍ ، وبها تأخذُه حيثُ تَشاءُ . وَما إنْ تَتَخلّ المرأةُ عن هذه الملَكةِ الطاغيَةِ فيها ، فتُفرِدُ لنفسِها دورًا ، لا يَتَناسبُ مع كونِها ذاتَ طبيعةٍ أنثويةٍ خاصَّةٍ ، فعلى الرَّحمةِ، وعلى المودَةِ السّلامُ .....
عبد الله سكرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق