نقطة عبور
بقلمي/ محمد حسان
هناك من الأوقات التي تبكي فيها، بل وتصرخ ولكن في داخلك، حتى لا يراك الآخرون، من أشد المرارة أن تكتم دمعك وتمنعه السقوط بل الهطول من شدة ما يعتصر قلبك، لكنك تخفي في نفسك حتى تبدو متماسكا للآخرين، وتعلم علم اليقين أنك لو مرت بجانبك مجرد ذبابة فهواء أجنحتها سيكون لما تكتمه في نفسك كأعاصير تقتلع قلبك من مكانه، ورغم كل ما فيك تظل جسرا يمر عليه الآخرون ليعبروا ولا يدركون أنك كلما احتكت أقدامهم بهذا الجسر ذهابا وإيابا أنت تتآكل حتى تكون معبرا لحياتهم، وتصبح بين المطرقة والسندان مياه النهر تأكل من باطنك وهم يأكلون ظاهرك حتى تتلاشى، فكيف التحمل وإلى متى؟ حتى تنهار فتسقط وهنا يشعرون بك عندما لا يجدون ما يعبرون عليه وتتوقف حركتهم، ليس بسبب وجودك أو عدمه ولكن لضياع وسيلتهم لتحقيق أهدافهم، فتكون حياتك مجرد جسر للعبور، وحالة واحدة تظل بلا تآكل ألا وهي إذا وجدوا جسرا أقرب لمناطقهم يؤدي لهم أغراضهم ويحقق مآربهم، حينها يتركوك سالما لكن ليس حبا فيك ولا شفقة عليك، إنما زهدا فيك ورغبة عنك لأن هناك ما يحققون أهدافهم عليه بدلا منك، فتعيش روحا بلا جسد، ليلا بلا نجوم وشمسا بلا ضوء، هكذا الإنسان في الحياة ما هو إلا قنطرة وجسرعبور لمن يريدون تحقيق أهدافهم من خلالك ووجودك مرتبط بمصالحهم فإذا ما حققوها أصبحت مجرد ذكرى، لذلك فلتختر بعناية من يمرون عليك ويأخذون من جسدك في أقدامهم حين ذهابهم وإيابهم حتى لا يضيع عمرك هباء
.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق