الخميس، 14 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الادبية (( كن واثقا كأن الهوى قدرا)) بقلم الشاعر د. محمد القصاص

 كنْ واثقا كانَ الهوى قدرا

قصيدة (معدلة)

للدكتور محمد القصاص


كنْ واثِقاً كانَ الهَوَى قَــــــــــدَرَا *** يومَ التقينا كان قد قُـــــــــــدِرَا

منذُ التقينا ظلَّ يَجْمَعُنَـــــــــــــا *** وَهْمٌ حوى الآمالَ والعبَــــــــرَا

إنْ كانَ هَمَّكَ لا يماثلَـــــــــــــــهُ *** همي فإنَّ القلبَ مُسْتَعِـــــــرَا

أشكو الهوى والحُبَّ في دَعَةٍ *** والكبدُ منذُ البينِ مُنفَطِــــــــرَا

والنَّفْسُ بالآلامِ تُثْقلِهــــــــــــــــا *** أحوالُها تُشْقى بها الكَـــــــــدرَا

إنْ تَذْكرَنِّي يا هوايَ ضُحَــــــىً *** أمضي لحتى الفجْرِ مُنْتَظِــــرَا

أمضي ونفسي ملؤها كَمَـــــــدٌ *** انْسَلَّ في الأعماقِ وانتشــــرَا

إنْ تُبدي للنَّاسِ مَنْفَعَـــــــــــــــةً *** فلتَبْتَغِي في سَعْيِكَ الحـــذَرَا

أهفو وتَهفُو النَّفْسُ من وَجَعٍ *** يَعتادني والقلبُ مُنكَسِــــــــرَا

ما زِلتُ في غدوي ومُنقَلَبِــي *** والشَّوْقُ بالوِجْدَانِ مُنْحَسِــــرَا

أمضي وهذا الحُبَّ يَجعَلُنـــــــي *** بيني وبينَ البيْنِ مُنْدَثِــــــــــــرَا

آتيكِ يا نفسي ومُنطلقِــــــــــــي *** من خافقي والحُبُّ مُدَّخَــــــــرَا

أمَّا همومي حينَ أعلنُهَــــــــــــــا *** ألقى عذابَ الهُونِ مُنتظِــــــرَا

أمضي وكَبدِي جلُّها سَقَــــــــــمٌ *** يجتاحُ في الأعماقِ مُنْصَهِــــرَا

البَعْضُ من حولي بِفعلَتِـــــــــهِ *** يَنأى عن العُذَّالِ مُسْتَتِـــــــــــرَا

والبعضُ يمضي في ضَلالَتِــهِ *** صَلِفٌ لسُوءِ الفعلِ مُبْتَكــــــرَا

لكنني في اللهِ تَعْصِمُنــــــــــي *** نفسي على الزلاتِ مُنْتَصِـــــرَا

فاللهُ يمنحُ من خلائقِـــــــــــــــــهِ *** العفوَ عنهمْ كونَهمْ بَشَـــــــــــرَا

والمذنِبُ الجبارُ يَرْحَمَــــــــــــــهُ *** إنْ آبَ بعد الذنبِ مُعْتَـــــــــذِرَا

تَطغى على الإنسان نَزْعَتَـــــهُ *** يرنو بعينٍ نَظْرةً شَـــــــــــــــــــزَرَا

والنفسُ في البأساءِ تَحْملُـني *** للخُلقِ للعَليَاءِ مُفْتَخِـــــــــــــــــــرَا

آوي لصحبي دونما وَجَـــــــــــلٍ *** آوي على الإيلامِ مُصْطَبِـــــــــرَا

كنْ واثِقاً أنَّ الهَوَى قَــــــــــــــــدَرٌ *** لا تَشتكي فالقلبُ قد عثَــــــــرَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق