بالبلدي كل يوم
مع الدكتور سمير محمد ايوب
لا يجوز ولا يصح...
لا تجوز إهانة اللصوص، ولا يصح كيل الاتهامات للفاسدين جزافاً، لا تُعَيَّروا أحدا بأنه سارق حتى لو ادين بالجرم المشهود، فالسرقة في عرف بعض المندسين أو المتشعبطين في اسانسيرات السياسة وروافعها، واجب سياسي وحلال!!! من لا يسرق منهم، لا يستحق لبس عباءات السياسة ابداً!! من شروط تصدر الصفوف في بلاد الواق المعاصرة، إجادة فنون السرقة وتجذيرها. ومن أولوياتها وضع اليد والاصابع والارجل والاسنان والانياب ، على سيول وأشلاء المال العام، والمال الخاص، والمال الداشر بلا رقيب او حسيب. فقطعان الفاسدين المفسدين مؤمنون بعدم جواز التوقف عن هذه العادة، فالسياسة بلا ضوابط والسرقة صنوان.
من القواعد الذهبية للسياسة في بلاد الواق واق المعاصرة، كثرة التحالفات بين الزعران والنصابين والمتنفذين، فهم في صفقاتهم وصراعاتهم وحروبهم وتصفياتهم، كالسمن والعسل، أوفياء جدا لمصالحهم العليا. لا يحيدون عنها قيد انملة، حتى لو كان بينهم خاسر ورابح، الرابح منهم يتنازل للخاسر ويعتذر منه ويعوِّض عليه، وأثبت الازمات ان هذا، ليس جديداً بينهم، ولو استفحل. الجديد، أن بعض السرقات ناجحة، باتت علنية ومتمادية، والمصيبة ان بعضها بات يلقى ثقة متزايدة من مواطنين موصوفين.
ومع هذا، فمن غير المقبول المساس باصول قناعتنا، باننا محتاجون لبناء ما فاتنا، وترميم ما يبرهن عليه الواقع، وما ستبرهن عليه صناديق الاقتراع مرة اخرى، وإن فشلنا لا سمح الله، فهو من صنع آدميتنا واهمال أيدينا وسذاجة نوايانا وطيبة احلامنا.
لانجاح التجربة، انظروا إليهم. حدقوا بكفاءاتهم، تبصروا في ماضيهم، شوفوا اخلاص ونظافة أياديهم. افحصوا ممتلكاتهم. تيقنوا من كل هذا، فلا يجوز الشك بأن الاصلاح مستحيل، الاصلاح مضني، نعم ومعقد ومتعب. لكن الاختيار الذكي، على وقع خطى الأقدام الأذكى لا الافواه النقاقة لا يعطي الخبز إلا لخبازه.
الاردن - 28/8/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق