ما زلتُ أجمعُ من سناكِ بريقِي
في ليلكِ الغافي على تمزيقي
تجتاحني في التِّيهِ ألفُ متاهةٍ
ما خلت غيركِ في الحياةِ رفيقي
يا كم مددتُ إليكِ رَعْشَةَ خافقي
جسراً من الآمالِ والتشويق
هذا غرامي يا غرامي ما لهُ
حدٌّ فكيف يحيطه تعليقي
أضعاف وجدك بل يزيد تلهفي
ويشبُّ بي حدَّ الحنينِ حريقي
ما كنت مكتوفاً ولست بعاجزٍ
فتَمعَْنِي بالقولِ والتدقيق
أثواب عشقك من نسيج مشاعري
وحُلُيِّها من لؤلؤي وعقيقي
يا كعبة الأشواق بين جوانحي
يا لوعتي الحرَّى وجمرُ شهيقي
وافيت وجهك والمساء قصيدةً
يرسو على شطآنها تحليقي
لأقصُّ في عينيك ما سَطَرَ الهوى
من مُبْتَدى شفقي إلى تشريقي
وأشيدُ تمثال اشتهائِك عسجداً
يرنو إلى رؤياه كل عشيقِ
لا ما سلوتك يا أنيسة وحدتي
يا وجهتي أَنَّى اتَّخذتُ طريقي
لا تثقليني بالعتاب وحاذري
بعض الجراح تزيدُ بالتَّرتيقِ
ولقد عهدتك في هواكِ غريقةٌ
دون النَّجاةِ استعصمتْ بغريقِ
فلئن أطلت الصمت لا تتعجبي
إني احتويتك في عميق عميقي
......
صلاح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق