الثلاثاء، 13 يوليو 2021

صفحة من دفتر الأيام 3 ................الكاتب أحمد االمثاني


صفحة من دفتر الأيام 3
بداية ، اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر لكل من مرّ على صفحتي و تفاعل أو علق أو شارك .. أو حتى مرّ مرور الكرام
فقد تركتم عطركم و عطر حروفكم على صفحتي ..و للحقيقة
و بكل تواضع ، ما كنت أظنّ أن تحظى هذه الصفحات من الذكريات .. و قد عطّرها المئات من الأصدقاء و الصديقات
و من طريف ما علق البعض .. أنني مازلت أذكر ..رغم عقود
وقائع و أحداثا .. و من الإخوة من عاش معي تلك الذكريات
و تذكر حكاية بناطيل الكاروهات… و قد ظهرت بالصور التي
أرفقتها .. و أنا أتندر و أقول كان قماش بناطيلنا بالكاروهات
الكبيرة .. و أنا من لبسها .. أصلح و أنسب ليكون وجه فرشات أو مخدات ..!! و على ذكر الصور التي نشرتها أولا
أسأل الله الرحمة لاستاذنا د. محمد بركات و طول العمر
لمن شاركنا تلك الصور ..
بالمقارنة بين الأمس و اليوم ، نرى كم تغيّرت حياتنا و كم
نحن تغيرنا ..و هذه سنّة الكون .. فالدراسة الجامعية كانت
في زمن مضى مقصورة على عدد قليل من الطلبة .. و كانت الجامعة الأردنية فاتحة خير للأردنيين الذين كانوا يضطرون
للسفر خارج الأردن ، ليدرسوا في الجامعات العربية و كذلك
الأجنبية .. و أنا حينما ذهبت للجامعة .. كانت في بدايات العقد الثاني لتأسيسها 1974 ، و هي قد أسست عام 62
كما ذكرت سابقا ، كانت الجامعة بدأت بتطبيق نظام
الساعات المعتمدة ، بعد أن كانت نظام سنوات .. و لكن
لم تكن الأمور بهذه السهولة كما اليوم . . و قد كنا مثلا
نعاني في اختيار برنامجنا . . و التسجيل للمواد الدراسية
بين متطلبات اجبارية و اختيارية و متطلبات جامعة
و تخصص رئسي مطعّما بتخصص فرعي !!
صحيح طلاب الجامعة لم يكونوا يزيدون عن بضعة آلاف
في السبعينيات .. و لكن كان طلاب السنة الاولى و أنا
حينها منهم… ضايعين ..الكل بيتندر عليهم… لدرجة أن
واحد بيقول رحت ع الجامعة… لقيتهم طالعين فرصة !
لأنة رأي جموع الطلبة في الساحات ..
و بعض طلاب السنة الأولى كان اذا رأى طالبا من طلبة
السنة الرابعة .. يظنه .. الدكتور ! كونه لابس شيك
و كنا نصطف بطوابير طويلة و معنا كرتات تسجيل
المواد .. كي نحجز للمادة .. و نحصل على ما يسمونه
سلپ ..و هي اشعار بحجز المادة .. بحجم فاتورة
الكهربا… و كان ينبغي علينا ان نحصل مسبقا على توقيع
الدكتور .. و لأننا نتسابق للحجز .. و لأن بعض الأساتذة
ليسوا في مكاتبهم .. اعترف و اقر .. كنا نمضي .. نوقّع
مزورين عن الدكتور !! لنلحق بالصف الطويل .. مثل
صفوف ركاب الحافلة… و ننتظر وقتا طويلا ..
ليتخربط الدور و تعم فوضى… و ليأتينا ابو عبد الله
ذاك الرجل المشوب بالسمرة . و ليبدأ بتنظيمنا كما
لو كنا خراف الله الضالة… .
كانت الدراسة جادة .. و كنا محظيين بجيل الرواد
من أساتذتنا ..و هم من أسسوا و أرسوا قواعد الجامعة
و الفتى ، الذي هو أنا ، كنت مجتهدا في التحصيل ..
أقسم لكم .. و لكم حريّة أن تصدقوني ! و كان اسمي
في بعض الفصول .. يكون معلقا .. في لوحة الشرف
أوائل القسم ..قسم اللغة العربية !
و أنا لي ذاكرة ، أزعم أنها لا تخذلني ، لغاية ما أنا اكتب
هذه المذكرات .. فمازالت اسماء و صور و وجوه الزملاء
الذين درست بصحبتهم .. ماثلة في ذهني .. حتى افصح
أكثر .. من صار منهم وزيرا ..أحدث الناس :
شايف هاظ او هظاك .. بلاش
شايف هداك الوزير .. معاليه.. أنا كنت ماخد مادة معه
و شارب أنا و اياه شاي ابو ميدالية . بكافيتريا الآداب
.. و مازلت استذكر بكل فخر ، يا سادة يا كرام ، اساتذتي
الذين درسوني .. و انحني لهم بالإجلال ..
لإن التعليم في زماننا لم يكن عبورا .. للشهادة الجامعية
بل كان تلمذة ..على اساتذتنا .. علما و اخلاقا و منهج
تفكير ..
ادعو الله أن يطيل أعمار أساتذتي و من قضى في جوار ربه
له الرحمات .. و أنا استذكر و افتخر انني من طلاب
الياغيين رحمهما الله ، الاستاذين هاشم و عبد الرحمن
و من طلاب المرحوم د. نصرت عبد الرحمن ..
و من طلاب د. وليد سيف الكاتب و الشاعر… و من
طلاب د. فواز طوقان الشاعر . و من الممتنين جدا
لاستاذي د. نهاد الموسى .. استاذ الصرف و النحو الذي
عشقت اللغة بمنهجه ..
اعتذر لمن لم أذكر من اساتذتي ..و جميعهم أجلّاء ..
و لا أنسى ا.د عبد الكريم خليفة .. شيخ العربية
عشت في الجامعة اجمل سنوات ، كونها سنوات النضج و تفتّح القابليات .. و تكوين الشخصية .. و قد أتيح لي أن اتعرف زملاء و إخوة من مختلف المدن و أرياف الأردن و بواديه . . و كذلك تعرفت زميلات الدراسة .. و أزعم انني
كنت أحظى بقبول اجتماعي . . و لا أكتمكم أنني كنت
أشعر بالسرور حينما يطلب زميل .. نادرا او غالبا زميلة
دفتر محاضراتي… كوني ابن عقيل او سيبويه !..لتنقل
ما فاتها من محاضرة .. و على السيرة ، كان استعارة
الدفاتر و لو لساعات مصدر فرح و فاتحة صداقة ..بين
الشباب و الشابات .. و اذا سمعت من فتاة كلمة خطك
جميل .. كانت كافية لتطير من الفرح . ..!
تختلف الحياة الاجتماعية في الجامعة ، حيث الاختلاط
بين الجنسين .. عن حياة المدرسة ..فهنا انت تتعامل مع
زميلات .. يشاركنك الجلوس في القاعة و المكتبة .. و الكافيتريا . و حرم الجامعة .. و الاختلاط لدى البعض مألوف و بخاصة طلبة المدارس الخاصة الأهلية .. لكنه للبعض من
الطلبة كان يشكل صدمة… أول الأمر .. اقصد الشهور أو السنة الأولى .. و لكن لبعضهم كان صدمة دائمة .. فلم
يعرفوا الا اولاد حارتنا… فهؤلاء تخرجوا في الجامعة
كما دخلوها أول مرّة ..
قد تسألون .. و أنت ..يا أنا !! كنت غالبت تحفظاتي على الاختلاط .. فخالطت… ارجو أن تفهموها جيدا ..
لأنهم اليوم في زمن كورونا .. يلقون القبض على المخالطين
نعم ، بكل احترام و رقي .. تعاملت مع زميلات و ذهبت
في رحلات مختلطة .. لكن الجامعة بفكرها و ثقافتها أبعد ما تكون عن سلوكات خاطئة .. و الحمد لله ..
.. و أما عن الحياة او المشاعر العاطفية… قد تستغربون
أن الطالب الجديد .. من أول ابتسامة .. أو ايماءة من
الجنس الآخر .. يقع في شراك الوهم .. فينسج فصله
الأول في أحلام و اوهام رواية حبه ..و أظن أنني لم أكن أذكى من اؤلئك الحالمين ..فنسجت رواية ..كانت فصولها
مختصرة .. كانت تمرينا للعواطف .. يمتزج فيها مشاعر
الحب بالإعجاب… .
فسلام على الذاكرين !!
أحمد المثاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق