.............................. الغَيْـظ *
.د. وصفي تيلخ
غُصّ قلبي بالرّزايا والغِيَرْ
------------------- وغَلا في الصّدرغيظٌ فانفَجَرْ
بِشُواظٍ يَسْمعُ القاصي له
--------------------- زَفَـراتٍ مـن لهيبٍ أوْ جَمَــــرْ
لا تَسَلْني كيفَ هذا بعدما
------------------- كـان للبسمةِ في ثَغْــري مَقَر
إنّ في التّاريخ أسـفاراً لنا
------------------- تذكُر الماضي فهل مِن مُدّكِر
كُنتُ أرْعى أَمَلي في أمّـةٍ
---------------------- وَرِثَتْ مجـداً وتاريخـاً أغَـر
كبرياءُ المجدِ هانتْ عندها
-------------------- في زمان الذّلّ أوْ صارتْ أثَر
لم أكن أدركُ يومـاً إنّهـا
----------------- سوف تَشْرى فوقها هذي الغِيَر
فتَهاوتْ بعدما حاقتْ بها
------------------- نكَبـاتٌ مـِن حُثـالات البَشـَـــــر
يا لَقَوْمي كيف صارتْ حالُنا
-------------------- لا نعيشُ اليوم إلاّ في خطَر
أتعـوّدْنــا حيــــــــــــاةً كلّها
---------------------- نكَبــــاتٌ أو دمـــوعٌ تنْهَمِر
أم قضاءٌ حُمّ أم حلّتْ بنـا
--------------------- لعْنةُ التّاريخ أم زاغَ البَصَر
كلُّ يوم نكْسـةٌ أو ضربـةٌ
--------------------- أو دمارٌ فوق أرْضي ينتَشِر
كلُّ يـومٍ تنْحني هاماتُنــا
------------------- لِتَنـالَ التُّرْبَ حتّى تّنْعَفِـــــــر
نجْرعُ الصّفْعةَ من أعدائنا
------------------- ثمّ لا نخْجَلُ مِن وِرْدِ الكَدِر
أيصولُ الخصْمُ في أرجائنا
--------- في وُضوح الشّمس في مرْأى البَصَر
لا يخافُ الرّدْع في عُدْوانِهِ
------------------ لا , ولا يخْشى جَحيماً أو شَرَر
وترانا بعدَ أنْ يُودَى بنـــا
------------------ نملأُ الأرضَ صـراخاً كالمطـر
وصَبَوْنا نحْوَ مجلسِ أمنِهِم
----------------- علّه يقضي لمحمومٍ وطَـــــر
فشـكَوْنا ثمّ أُبْنا مثلمـا
--------------- آبَ (زطٌّ) بعد طولٍ في السّفر
أإلى الجزّار من سِكّينه
-------------- نبْسُطُ الشّكوى إذا الجاني غدَر
ليتنـا نعلمُ أنّا نشـتكي
----------------- هِمّ قوْمي عند سفّـــــــاحٍ أشِر
نحن لا نفعلُ شيئاً إنّما
---------------- عند صفّ القولِ أقوى مَن نثَر
فنُحيل الذّلّ نَصراً رائعاً
------------------- ببيـانٍ أو بتصـريـحٍ خَطِـــــر
أمّةَ العُرْب فهل يحمي الحمى
--------------------- مجلسُ الأمنِ وأقوامٌ نُكُر
ليس – والله – سوى أرواحِنا
-------------------- تدفَعُ الشّرّ وتبني ما اندثَر
فابذلوا الأرواحَ في ساحِ الوَغى
---------------- لا تهابوا الموتَ واسعَوْا للظّفَر
ليس عيبــاً إنْ فشلنــا مـــرّةً
-------------------- إنّما العيبُ بأن نَنْسى العِبَر
لم ينلْ ذو الحَقّ يوماً حقَّهُ
------------------ إنْ أهان الحقّ أو غّضَّ النّظر
*- من دفاتري القديمة
د.وصفي تيلخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق