.......................لعنة التاريخ......................
خبرٌ توارَد
وأنتشر في المدينة ،
سرى سريان النار في الهشيم ،
وطن يتربع على بحيرات من الثروات ،
ويرفل تحت ظلال النسيان
ويبات كعصفور تآئه ، على أجفان الشجر ،
يطرب رغم الألم ، ويلهو شغفاً كطفلٍ برىء ،
يرقص كالفراشةِ على إيقاع آلتي العود ،
شعبٌ مُترعٍ بالصبر على مضض ،
مُستعصِماً بالآمال الزآئفة ،
ليس له في الحياة مملكة للعشق والغِناء ،
ينتحب على قارعة الفوضى نُخَبَاً سلسبيلية
يمتشِقُ في ظِلالِها شبح الغريب ،
ويُعانق تحت أديمها روح العبير ،
شعبٌ أنهكته الحروب
ويتدلّى على وهج الجمال المقدّس
يغدق على البسيطة من شذى الأمنيات ،
فتنساب ألحاناً رنيمة
يموت واقفاً كقامات النخيل ،
ويصعد عِزّةً كناطحات السحاب
الحياة تحتضر ، والمطر لم يعد مُستداماً ،
وفصل الربيع سقط سهوا من جسد السنين ،
ولا شيء يشفع له فخامة السقوط ،
وإغتيال أزهاره قبيل مطلع الزهو
سوى قُبحكم ، وتحالفكم ، وثنائي الانقلاب .
وحدكم انتم ....!
يا من أشعلتم النار في غفوة الإحتراب ،
شعوب الأرض تأزركم
لعنة التاريخ تأويكم تباعاً ،
والأرض التي أنجبتكم للضوء ، تبرأت منكم ،
حينما رأت الدم الغالي يُسفح على بِساطها الطاهر ،
وبراءة الطفولة تُذبح بسكاكين السلام المُزيّف ،
يُرفل في مدارِبها كالسيل العرمرم ،
وهذا الظلام شاهداً فوق قبر الوطن ،
أيقظ الأموات
وحرّك في الكائنات الضمير
ووهج الجوارح
إلا قُلوبكم المُتحجِّرة
لم تزل قاسية ، ومُتعطِّشة للمزيد من الدماء ،
ومزيداً من الفوضى ، والخراب
............................جمال العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق