السبت، 12 سبتمبر 2020

"لا أجيدُ فنَّ الرِّثاءِ!" / بقلم الشاعر علي خضر طرادية


#عنوان القصيدة:
 "لا أجيدُ فنَّ الرِّثاءِ!"
 /بقلمي
ــــــــــــــــــــــــــــ
يا لهفَ نفسي عليك يا رندةْ ! 
بعدكِ أصابتني الكآبةُ، 
و سجنتني الوحدةْ. 
لم أعد أستلذُّ بنورِ الفجرِ، 
وَ لا بشعاعِ القمرْ، 
ما عدتُ أهنأُ بفيءِ الشّجرْ، 
َوَ لا أهوى الجلوسَ معِ البشرْ. 
باتت مشاعري بعدك قاسيةً لئيمةْ
بلا نشاطٍ ولا عزيمةْ...
من أيِّ الحوانيتِ يشترونَ الدّموعَ، 
لأبكيِكِ أكثرْ ؟
لأنّي لم أعد ألقى في عينيَّ دموعاً تُذكَرْ، 
لتَفيكِ حقَّكِ من البكاءِ، 
يا سيِّدةَ عصرِكِ بينَ النّساءِ ! 
يا حسرتي على أيّامٍ، 
تضجُّ بذكراكِ، 
يا خيبةَ قلبي بهواكِ ! 
لكِ قبرانِ :
قبرٌ تحتَ التَُّرابِ، 
وقبرٌ بصدري. 
وَلولا إيماني و صبري، 
لكنتُ دفنتُ صدري 
بالتُّرابِ ! 
ذكراكِ ما زالت تعشعش في أعماقي، 
وتثورُ لفقدك أنّاتي وأشواقي، 
وتشتعل بداخلي براكين المآقي... 
بالأمس كانت حروفي تتغزّلُ بعينيكِ، 
واليومَ باتت ترثيكِ، 
إنَّ قلمي الآن يبكي عليكِ حبراً، 
وفكري يبكي شعراً، 
وفؤادي يبكي دماً، 
فابتلّت ورقتي، 
وتحوّلت قصيدتي 
إلى لوحةِ فنّيّةْ، 
والحبرُ و الشّعرُ و الدّمُ
صاروا جميعاً 
ألوانَ حزنٍ ضبابيّةْ
وقلمي باتَ ريشةً، تتلوّى، 
بين أناملِ فنّانٍ مرخيّةْ، 
فنّانٍ مفقودِ الهويّةْ !
مجروحِ القريحةْ، 
واعذريني يا رندتي، 
فقد عرفتُ في نهايةِ قصيدتي الجريحةْ
أنّ روحَكِ تثمرُ في السّماءِ، 
و هذا أكبرُ عزائي
و اكتشفتُ أنّني شاعرٌ ضعيفٌ 
لا أجيدُ فنَّ الرِّثاءِ !!! 
#الأستاذ علي خضر طرادية
#لبنان

هناك تعليق واحد: